المغرب يفقد شخصية فذة واستثنائية

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

شكرا لمتابعتكم خبر المغرب يفقد شخصية فذة واستثنائية

اختلفت الوجوه السياسية الحاضرة في جنازة الراحل محمد بنسعيد آيت إيدر، الأربعاء بمقبرة الشهداء في الدار البيضاء، لكنها أجمعت على خصال رجل مناضل ظل وفيا لمبادئه حتى وفاته.

الشهادات التي استقتها جريدة هسبريس الإلكترونية في جنازة الرجل التي حضرها الأمير مولاي رشيد، لخصت كل شيء عن شخصية آمنت حتى آخر يوم في حياتها بالديمقراطية وحقوق الإنسان.

فقدان الطبقة السياسية شفافيتها

تحدثت الوجه النسائي البارز في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حسناء أبو زيد، بحسرة وألم عن فقدان الراحل آيت إيدر، معتبرة وفاته خسارة للطبقة السياسية المغربية.

وقالت أبو زيد في تصريح لهسبريس: “تنعى الطبقة السياسية فقدانها رمز شفافيتها ومصداقيتها ونظافة يدها وسريرتها”.

وأضافت البرلمانية السابقة باسم حزب “الوردة”: “نجح في أن يغلب الدنيا والنفس والهوى، واستطاع أن يكون كما قال مناضلا وطنيا”.

ولم تقف الاتحادية عند هذا الحد، بل أوضحت أن الحشد الكبير الحاضر في هذه الجنازة من مختلف الأطياف “يلخص حكاية الرحل”، مشيرة إلى أنه “رجل لا يشبه الرجال”.

وتابعت: “أعزي المغاربة في فقدانهم علما آمن بكل صدق بحقه في مغرب ديمقراطي حقيقي، كان يقولها ويفعلها وليس كالذين يقولون ولا يفعلون”، موردة أن الجنازة “تشهد أنه ما بدل تبديلا، وتشهد لحظة اليوم أننا لسنا أهلا بتأبينه ونعيه”.

من جهته، نعى إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الراحل بالقول: “المغرب دولة وشعبا يودع رجلا كان نموذجا في المقاومة والوطنية”.

وأضاف زعيم الاتحاديين ضمن تصريح لهسبريس: “عندما كانت بلادنا في مسيرة الوحدة، كان يساريا فرض على اليساريين مراجعات مهمة لصالح وطنهم ووحدة بلادتهم”، و”كان مناضلا ديمقراطيا ناضل وآمن بالتدرج”.

رجل جريء وغيور

عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي كان حاضرا في هذه الجنازة، وصف الراحل بكونه “صاحب مواقف، ومن الأوائل الذين دافعوا عن استقلال بالمغرب”.

وتابع وزير العدل وهو ينعى الراحل قيدوم اليساريين، قائلا: “كان مناضلا وشخصية فذة، نظيفا، شجاعا جريئا وقويا”.

من جهته، وصف نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، الراحل بـ”الرجل الغيور الذي لعب أدوارا في التطور الديمقراطي بالمغرب”.

وقال بركة: “افتقدنا في آيت ايدر رجلا مقاوما بامتياز، أعطى الكثير لاستقلال المغرب، رجلا غيورا دافع عن الوطنية وعن بناء دولة المؤسسات وتكريس الديمقراطية في بلادنا”.

وتابع: “لعب آيت ايدر أدوارا في التطور الديمقراطي وحماية حقوق الإنسان في بلادنا وتنشئة الشباب وتأطيره، وعمل على الدفاع عن القضايا المقدسة لبلادنا مثل القضية الفلسطينية”.

ذاكرة وضمير

في شهادته عن الراحل، اعتبر حسن أوريد، مؤرخ المملكة السابق، أن الفقيد “ذاكرة، واكب كل المحطات المهمة في تاريخ المغرب من المقاومة إلى الدمقرطة وحقوق الإنسان، ففي كل المحطات الحاسمة في تاريخ المغرب كان حاضرا”.

أوريد، المثقف والكاتب المغربي الذي أبى بدوره إلا أن يكون حاضرا في وداع هذا الرجل، صرح لهسبريس: “هو ضمير يعبر عن القضايا المسكوت عنها في دفاعه عن الصحافة، عن المظلومين بحقوق الإنسان”.

وتابع في شهادته عن هذا الرجل الاستثنائي: “هذا الحشد الكبير في هذه الجنازة المهيبة يشهد على ذلك، فهذا الحشد من كل الأطياف هو وفاء لهذا الرجل الفذ”.

وعلى المنوال نفسه سار النقيب السابق زعيم حزب الطليعة الديمقراطي سابقا، عبد الرحمان بنعمرو، وهو يرثي رفيق دربه في النضال، قائلا: “كان صلبا يواجه الظلم والتعسفات، وكان بجانب الفقراء والمظلومين”.

‫0 تعليق